ما دلَّني للقدس ||

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

.. ما دلَّني للقدس ..

في القدسِ حيـــنَ مشيتُ و تهت
دلَّني الكثيــــــــرُ علـــــــى الطَّريـــــق
دلَّني وجعٌ سمعته من باب الحديد
يأنُّ بصوتٍ خفي
صوتٌ لازم جدرانه حفنة من الزمن
لكـــــنَّ الصوتَ خمدَ عندمــــا اقتربت
دلنـــــي للقـــدسِ أجــــراسُ الكنيســــــة
تعلــــن عـــــن اغتيال حمامـــةٍ أخرى
ليست حمامة البارحة
فالبارحة قتلهــــا الحنين إلى الوطن
أمَّا اليـــــــوم قد اغتيلت عن الفنن !
للقدسِ دلَّني الكثيرُ من الأشيــــاء
قمرٌ في السَّماء
انعكـــاسُ القُبَّـــةِ علــــى المــــــــــــــاء
و عطرُ الخزامى
رائحـــــــةٌ زكيـــــــة عمَّـت الأجـــــــــواء
دلَّني الكثيرُ الكثير
ضحكاتُ الأطفالِ على اليهودِ الخائفين
صوتُ الرَّصاصِ في الجـــوِّ
يعلنُ الثورة على المتخاذلين
أصواتُ خطى الجيش اللعين
أصـــــــواتٌ اختلطـــــــت علـــــي
و لكن مــــــا ميَّزتُهُ كان
صوتٌ للأقصى دفين !
دلَّني للقدسِ صــــراخُ التَّائهين
الضائعيــــــن فـــــي زواياهـــــــــــا
الواقفين على أبوابها مُكتَّفين
كلُّ ذلكَ دلَّني
أمشي الهُوينا على أمـــــل
أن أجدَ للقدسِ الطَّريـــــق
علَّني لأصواتها أَصـــــــــل
للقدسِ دلَّتني ياسمينة رافقت خُطاي
و هي تبكي
قد وضَّأت حجرَ الطَّريقِ بدمعهــــــــا
و هي تدندن أغنية الحزنِ القديمة
أتعرفها ؟!
تلكَ التي تقـــــــــــول:
بلادُ العُربِ أوطاني
و كلُّ العُرب إخواني..
يـــــــا لسخرية القدر!
بلادُ العربِ تلك قد عجزت عن تحرير نفسها
فكيفَ لهـــا أن تحــــرر رمــــــزاً لشعوبهـــــــــــا ؟!
واسيتها
و أنسيتها بلادُ العُربِ تلك
و مضينا
آخرُ ما دلَّني للقدسِ
ضيـــــاءُ شمسها
جمـــالُ قمرهــــــــا
رائِحة أقحوانهـــا
همساتُ أطفالها
كثرةُ ظـــــــــــــلالها
سقوفها ، أسوارها ، أبوابها
و أكثر من دلَّني هم أهلهـــــا
وصلتُ هُناكَ أبكي
كانـــــــت المآقي بالـــدموعِ عليهـــــــا حُبلى
وقفــــــت حروفي على أسوارهــــــــــــا ثكلى
أرخيتُ ظِلِّي و رأسي على أبوابها خجلى
و همستُ لها :
يا قدسي ..
يا غدي و أمسي ..
يا حزني و أُنسي ..
قد جئتُكِ ..
أتكفي دموعي و حروفي لقلبك ؟
أم أتوجها بالدمِ و الرَّصاصِ لتصيرَ أحلى ؟!
.
.

قد قالها تميم :

في القدس من في القدسِ
لكن لا أرى
في القدسِ
إلا أنــت !

و نحنُ كـــــــــم حلمنا بزيارة القدس العتيقة ؟
ذاكَ الجمالُ المثَمَّنُ الأضلاعِ كما قيل المعتَّق
للقدس يدلنا الحزن الذي هو بالشوق مُعبَّق
يروي خُطى القدماء من قبلنا
قُلِّي أنت !
إن كانت للقدسِ وُجهنك
فمــــــــــاذا سيدلُّك لثراها ؟

أقسسم أنّهـآ من اروع القصـآآئد التي قرأتهـآ
عن فلسطين
يــآآ هلآ والله فيكي بهالقسسم
اثبتي وجودكـ و بقووآآ
مشكورة كثير على القصيدة
وننتظر دـآئمًـآ الجديد والحصري منكِ
دمت لنًــآآ نبع ـآآ للعلم
تحياتي